الأربعاء، 13 يونيو 2012

"إحنا الصوت لما تحبوا الدنيا سكوت"...عن الظبطية!


أقف عند نافذتى الصغيرة , لا أعرف ماذا يدور برأسى حقا , أشعر بالحزن , أشعر _فقط _ بكل الفراغات فى المشهد الفسيح من أمامى , رغم أنه لا يخلو من أى مبنى أو خرسانة , لا شىء سوى السماء . ألمح بنظرى المحدود مجموعة من الشبان يقفون فى منتصف الطريق , يلعبون الكرة ..بالقدم.أخذت أتأملهم , فوجدتهم فى الحقيقة لا يلعبون , فهم يكتفوا بتمرير الكرة من أحدهم للأخر , الكرة لا تتوقف عن الدوران بين أرجلهم , تدور فى خفة و رشاقة الشباب المعهودة حتى و ان لم يكونوا محترفين ...لكن بلا هدف ! ابتسمت لهم بمرارة , فقد رأيت فيهم كل البشر . ترى بماذا يفكرون الأن ؟ هل يفكرون فى مستقبلهم أم فى حال البلاد ؟ هلى ينظر كلا منهم إلى الأخر و يتمنى _فقط_أن يجده غدا , معهم , و فى نفس المكان ؟ أم أن الأمر لم يعد يهمهم ؟...إذن هل يعلمون بقانون الظبطية الذى تم اصداره منذ ساعات  ؟ هل يشعرون بالقهر يسرى فى أطرافهم بلا هدف و بلا معنى , هل يهين شبابهم ؟ أم أن حتى شبابهم لم يعد يهم ؟.

يذكرنى "قانون الظبطية" بنظرية كنت قد درستها بمادة الإقتصاد فى المرحلة الثانوية , لا أذكر إسم النظرية و لا أذكر فحواها تماما , كل ما أذكره تماما هو المثال الذى ضربه لنا المدرس ليُفهمنا الدرس , عندما قال : " فى مصر _مثلا_ عندما يطلق أحدهما منتجا جديدا للأسواق يتم إعفاءه فى الخمس سنين الأولى من الضرائب , جميل , إلا أن بعض هؤلاء التجار تختفى منتجاتهم بعد الخمس سنوات ثم يعود نفس المنتج ليظهر لنا تحت مسمى جديد , هو نفس المنتج , اللون , الرائحة , والطعم هم نفسهم ." !!

المشكلة , أن معظمنا درس هذه النظريات ربما تحت مسمى نظريات أخرى , ربما فى الأحياء ربما فى الكيمياء أوفى الجيولوجيا , نظريات تؤول إلى حقيقة ما واحدة, و إلى واقع نعيشه و هو أننا فى مصر الأن نمهد الطريق أمام الأشياء القديمة لتعود لنا فى ثياب جديدة .كل شىء قديم يتم انتاجه من جديد بأسماء جديدة , عمليات الترقيع مستمرة من قبل عاهرات السلطة الفاسدة , عاهرات تقاوم سقوطها , بإرهابنا , و نحن نساعدها فى ذلك بتقبلنا للأسماء الجديدة ( الجيش – العسكر – شفيق – طنطاوى....إلخ ) .
لكن , أتعلم ما هو الحقيقى يا صديقى , أن تلك الثورة أنهكتنى , تلك الثورة أتعبتنى مثلما أتعبتك . مثلما تعانى منها أنت الأن , لست أكثر منك سعادة .جميعنا يعلم أن يريد أن يغمض عيناه و يفتحهما مرة أخرى ليجد كل شىء باللون الأخضر , ليجد أننا وصلنا حيث الحلم الجميل .و البعض الأخر يتمنى لو أنه يعود إلى الوراء و كأن شيئا لم يكن و كأنه لم تكن ثورة , و كأننا محكومين من قبل مبارك و العادلى , و كأن خالد سعيد لم يقتل ,و أن كنيسة القديسين لم يمسسها مكروه , و أن رجال أمن الدولة لم يغتصبوا النساء أمام أزواجهم أو أنهم أفقدوا الرجال ذكورتهم , تلك الأيام حيث كان الجميع يمشى بجانب حوائط أقامها كل مواطن "ليكفى خيره شره " , حيث كان المواطن المصرى يعيش أسعد لحظات استقراره و أمانه الوهمى .....لحظة ! ...لكن هذا لن يحدث , و لن يكن إلا كذلك مع مثل هذه الأنظمة .

الثورة أتعبتنا لأننا جميعا نعانى أعراض الإنسحاب , نعم , هى تلك الأعراض الخاصة بمدمنى المخدرات أو الخمر أو غيرهم من أنواع الإدمان المختلفة و التى يشترك فيها عنصر الانسحاب أو الابتعاد عن الشىء . لكن فى حالتنا تلك أفضل أن أسميها "أعراض النهوض الثقيل" , فالإنسحاب به شىء من الخيبة و الرجوع إلى الوراء, أمام قوة العدو أو المرض , نحن لم نهزم , المدمن لم يهزم بابتعاده , نحن فقط نتألم لأننا نسلخ من جلدنا طبقات من الفساد و الرشوة و المحسوبية و انعدام الضمير و السكوت عن الحق , كنا ننام ك يوم فى أحضان تأثير المخدر , الذى يؤلم لحظة استيقاظ المخ فنعود لنسكنه بهذه المسكنات مرة أخرى .

صديقى, سواء كنت مؤيد أو معارض للثورة , إعلم أنك تعانى نفسى أعراض "النهوض الثقيل " , أنت تشعر بالإكتئاب , لأنك تنهض بنفسك من غيبوبة سياسية أو فكرية , من صدمة خلفتها الثورة , من خيبة سنين عشتها من قبل , من يأس تملك روحك , أن تقاوم , فى الحالتين أنت تقاوم , تقاوم التقدم إلى الأمام أو تقاوم الرجوع للخلف , لكن ثق أننا جميعا ننهض , ربما لا نعلم إلى أين , لكن بعضنا ينهض , و جميعنا يجب أن ينهض , و لا عيب ألا تكون لحظة نهوضننا تلك واحدة , فلا تلم صديقك إن لم ينهض بعد سنة أو سنتان , لا تلم صديقك إن لم يكن ينهض أبدا ...

فقط , إخبر صديقك , أنه حر , و أن قانون الظبطية _أو أى قوانين أخرى يعاد تدويرها _ ليست لأمثالنا , نحن الأحرار , نحن الأحرار لا تهمنا تلك الحدود الوهمية التى رسمتونها أنتم بالقوة فى خرائط حياتنا , لا يهمنا الطرف الثالث المتمثل فى شخصكم , لا تهمنا مبانى و منشأت الوطن قدر اهتمامنا بأبناء هذا الوطن , لا يهمنا خطابات عن نزع السلاح الذى زرعتموه أنتم , لا نخاف الإرهاب الذى تصنعوه أنتم , لا تهمنا مخاوفكم التى تحاولون بثها فى قلوبنا . نحن كنا نحلم _حقا_ بأن نزرع شتلة صغيرة على نوافذنا , لأ أن نحمل دماء أصدقائنا بين أيدينا , أنتم من يجب أن تكفوا لا نحن !

أنت أيها الجرثوم العنيد _ طنطاوى أو شفيق _ , سأتصدى لك ,فأنا أعلم من إعادتك للطوارىء فى شكلا جديدا , أنك ترتجف من داخلك خوفا منى , قوتى التى يراها الخلق لا تضاهى قوة سلاحك أو مدرعاتك , تتفوق عليك , تؤرق نومك .أنا لا أخاف رصاصك , إنما أنت من يرعبه وجودى , يرعبك أن أقول " الإعدام لطنطاوى" أو "يسقط كل كلاب العسكر". تخافنى لأنى أخاف الله عز و جل و لأنك لا تخاف الله , و لأنى أخاف الله فلا أخافك.. أتعلم , علمتنا عشق الموت , أتعلم أن الطرقات ستمتلىء بنا ؟ أتعلم أننا سنصل إلى سريرك و نحاصرك و أنه و الله الذى رفع السموات و بسط الأرض , لن نجعلك تنجو بفعلتك و أنك لن ترحل إلا و الدماء تسيل من جسدك  و روحك تخرج كالمنشار الذى ينشر فى الخشب !!

تحمل يا صديقى ما تبقى , أرجوك فأنت أملى الأخير بعد الله , سنسقط دولتهم بإذن الله ,,,سيسقط حكم العسكربإذن الله و سيسقط معهم الأراجوزان القاتلان طنطاوى و شفيق !
نصر الله قريب ...

الاثنين، 14 مايو 2012

خطابات من معركة الإنتهاء

أكتب إليك صديقى

نحن لم نلتق أبدا , لكن.... العالم ينتهى و يحق لى أن أكتب إليك الأن. أريد أن أخبرك عن أسباب عدم إلتقائنا . كنش مشغولة بهالعالم , كنت أحارب وأثور ,كنت أحيانا أسبح فى يأسى و خفاقاتى و استسلامى... كنت أنتهى .عندما كنت أشعر بالإنتهاء , كانت قدماى تنحدر من جسدى أتية إليك  , و فى كل مرة أرفض الحضور فأحيدها رغما عنها لابعدها عن الانتهاء . انتهائك !كنت بالنسبة لى اللجوء المهين من صديق لصديقه , لن ألجأ إليك , أنا قوى , أنا أحارب و النهاية لم تأتى بعد و ربما لن تأتى ...فكنا نعود أدراجنا مرة أخرى , السبل لم تكن ممكنة , و لم تتطاق , أخوتى أصبحوا أعدائى , أعدائى يسامونى أحيانا و يتوددوا لى أحيانا أخرى, الأهدف و الأحلام لم تصبح ذات قيمة أمام فكرة الفناء و الانتهاء و العودة إلى الله . لكن فكرة الله نفسها كانت ما يجعلنا نمضى .... سنموت ؟؟ فلنمت إذن ؟لكن لنمت بعطر ما , عطر القدس , مسك الكعبة , المسجد الأقصى , نهر الأردن , على تلال لبنان , فى دماء سوريا , أو نموت...... بخزى الجلوس , و التمدد كل ليلة على فراش, ما ان يرانا _الفراش_ قادمين إليه حتى يبدأ فى إزاحة  الذكرى و الهوية و اللغة و العمر الذى لم يذهب و لم يأتى بعد , ينيسنا كل شىء ليجعلنا ننام كالأطفال , و نستيقظ فى الصُبَيحة التالية لنتسائل هل كنا أطفالا حقا أم وحوش ؟ هلى التحفنا بالبراءة , و بداخلنا مجرمين , هلى بالغنا فى كلماتنا عندما قلنا للعالم "أنقذونا " "نحن نستغيث , الدم يغطى الشوارع , و الانسانية ماتت فى القلوب ,و أن القضية قضية وطن , و كرامة " هل بالغنا صديقى ؟ ...أتعلم ما هى المبالغة حقا ؟ أن الدمار حولنا فى كل مكان و أن  العالم ينتهى,,, و أنت و أنا نترك بعضنا.الأن.. لنرحل إلى الإنتهاء... وأننا لم نلتقى بعض ...أو بعد ...أو أبدا .

توقيع
صديقك

السبت، 14 يناير 2012

و اللى خلق البرادعى ...خلقنا !


أشكر د.محمد البرادعى على انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية , الذى به أعطى مؤشر لمن هم تحت لما يجرى مع من هم فوق , و ينبهنا بأن المجد للوطن و ليس للأشخاص و أن من الممكن أن نكون خسرنا اليوم عالم مصرى أراد أن يخدم وطنه, لكن "اللى خلق البرادعى خلق غيره " , و طباخ القوانين لن يطعم أبناء هذا الوطن الا السم , فالبلد لا ينقصها الأشخاص و لا الفكر الرائد الجبار القادر على نقل البلاد الى مصاف الدول المتقدمة _و الكلام الحمصى ده_ , الوطن لا ينقصه الا دستور يمشى عليه الأفراد ساوسية باختلاف معتقداتهم و ديانتهم , و ليس ترزيا يفصل القوانين على مقاس "الأتخن".دستورا يستطيع أن يُمشى عليه الحاكم و المحكموم و ليس دستورا يُمشى عليه الحاكم المحكومين ثم يمشى عليهما هما الاثنان.


يؤكد انسحاب البرادعى على أن المجلس العسكرى لم يحمى الثورة كما يعتقد البعض , و أن وقوف المجلس بجانب الثوار منذ يوم 28 يناير و حتى يوم التنحى لم يكن بدافع وطنية هذا المجلس , بل بدافع اتفاق مصالحه فى ذلك الوقت مع مطالب الثوار ألا و هى خلع مبارك , و ما ان نال كلا منهما _الثوار و المجلس_ حتى هلل الثوار  للمجلس , و عهدوا اليه بهذا الوطن أمانة فى يده "النجسة" , فاستباح نسائها و قتل شبابها و اغتصب شرفها , و لم يدرك الشعب أن المجلس لم يكن يحمى الثورة بل كان خلع مبارك جزءا من أعمال أجندته الخاصة التى يطبقها الأن .

كما يؤكد أيضا على أن الضغط بكافة الطرق من أى مكان و من أى جهة قادرة على المضى فيما نأمل , و هو ما يؤكد على ضرورة النزول يوم 25 يناير القادم لكل فرد فى المجتمع سواء , 
فضغط الشعب طوال الأشهر الماضية بقوة , و التنغيص من قبله على عيشة المجلس , ادى به الى الاتجاه الى أنصاف الحلول  ,بداية من تعيين عصام شرف _ الذى فرحنا به جميعا_ مرورا الى "الجنزورى" _ اللى كنا فهمنا فيه خلاص_ وصولا الى المجلس الاستشارى الذى ربما لم نفهمه بعد !


و ان كنت من داخلى أرفض انسحاب "البرادعى" , لأن النضال ليس به انسحاب مهما قويت جبهة من نحارب و مهما اشتد ظلمه , و ربما كان هو أملنا _ بعد الله تعالى_ فى أن نحتشد ورائه نحو "التحرير" , و أن يكون هو ذريعتنا للوشى بما يدور بين المجلس العسكرى و الاخوان , لكن لا يجب على انسحاب البرادعى أن يخمد من همة البعض , فالبرادعى فرد , زائل , و الوطن باقى , و ان كنتمفى يوما ما تحاربوا من أجل الأشخاص فالأشخاص زائلون و لو كنتم تحاربوا بالفعل من أجل الوطن , فاسترجعوا نواياكم التى انطلقتم بها الى ميادن التجرير يوم الخامس و العشرين من يناير 2011 , و استفيقوا , و تركوا أدوار رد الفعل من اليوم , لن نكون رد فعلا بعد ليوم على ما يفعله المجلس ,و لن ننتظر أن يقوم بالخطوة الأولى حتى نقوم نحن بالثانية ,, استحضروا النوايا للوطن , فلم يبقى الا احدى عشر يوما على "التحرير", حليفنا الله , و نصرنا باءذن الله .


قادمون

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

اقتلوا ركس !



زمان ...كانت طفلة جميلة , ليس شكلا , انما مضمونا , أو كما اعتادت أن تخبرها أمها : "أنتى زهرة الأحلام التى ترتمى على الأرض لتشرب من ماءها ثم تعود مرة أخرى منتصبة كالنخل فى وجه الريح ...مع انك زهرة صغيرة ". كانت تشعر بحلاوة شديدة فى قول أمها ذلك, الذى لم تكن تفهمه , كانت تصلها الأحاسيس , لكن لم  تصلها المعانى لصغر سنها , و هو ما اعتادت أن تخبر أبيها به:" فى المدرسة يلقوننا أشياء.. أشعر أنها كبيرة ..كبيرة جدا و مهمة ..لكننى لا أفهمها يا أبى "

كل ما استطاعت أن تحفظه من دروسها , ذلك الدرس الذى يتحدث عن الكلاب .. "الكلاب كائنات حساسة , قوية , طيبة , قد تبدو شرسة , لكن الله خلقها هكذا لتحمى الإنسان و تدافع عنه , كما أنها صديقا و فيا تستطيع أن تترك مع جميع أسرارك, كما يمكنك أن تشاركه مكانك و سريرك! "..."باباااااا , أنا بحب الكلاب , أنا عايزة كلب"

 بالفعل ..لم يكذب أباها خبرا , ففى عيد ميلادها الثانى عشر أهداها "كلبا صغيرا" ,كانت فرحة وقتها , فناما يومها سويا , استيقظنا ليعدا "سويا" الفطور , ثم خرجنا للعب فى الحديقة ...سويا ! .مرت الأيام بينهم فى سعادة لا متناهية , كل يوم يزداد حبها له , بل يزداد اعجابها و عشقها للكلاب أجمعين .

مرت السنين هكذا , احترام و اعجاب من تجاهها للكلب , حبا يزيد فى كل حركة يفعلها ,فى كل وثبة فى كل شىء .. عندما بلغت السابعة عشر من عمرى , بدأت تظهر على جسدها معالم الازدهار الأنثوى , فبدأت تثير فى من قلوبهم مرضا , الرغبة فى تفحصه " فى الرايحة و فى الجاية " ,لم تكن وحدها بالطبع , فقد كان "كلبها" معها فى مثل هذه الأوقات الصعبة , كان يكشر عن أنيابه لهذا و يزأر لذلك , حتى أتى ذلك اليوم الذى "قدس" صورته فى مخيلتها...للأبد !  عندما هاجمها "بالفعل " أحد الفتوات الذى أتى على االمنطقة حديثا ,مستعرضا فحولته على "زهرة لسه بتفتح" , تصدى الكلب له بكل ما يملك من طاقة , و قوة , وشجاعة . استطاع أن ينتصر عليه و أن يُعلم كل من يُحاول المساس بها درسا لن ينساه , نعم , قدسته!

مرت حوالى ثلاثة عقود و بضع سنين , تعمل و تدرس و بالطبع لازلت لا تفهم شيئا لكنها استسلمت لهذه المسألة "من زمااااان" . لم يغب عن ذاكرتها بسالته ذلك اليوم , فظلت ذكرى كلبها تلوح لها يوميا تذكرها بالنعمة التى أنعم بها علىها ...كلبها !

بالرغم من أنها لاحظت بعض التغييرات عليه , فبدأ يتغوط فى فراشها و لا يداريها , بدأ يخيف جميع أصدقائها حتى ابتعدوا عنها جميعا , لكنها دائما ما كانت تعذره  لكبر سنه تارة أو لعدم فهمها تارة أخرى بما يدور حولها ..." و من امتى و أنا بفهم !"

لكن ما أثار حفيظتها "حقا " , ه عندما بدأ "يتحرش" بها فى مناطق غريبة ...مناطق لم يطلها لسانه منذ أن عرفته , فكان أقصى ما وصل اليه كلبها هو أن يلعق خديها تعبيرا عن حبه لها ...رغم ما كان يثيره ذلك من اشمئزاز وقرف بداخلها الا أنها كانت تعذره بحجة انهما صديقان , و كل صديق يحب صديقه "بطريقته " !

قررت أن تأخذه الى عياد الدكتور البيطرى , و كانت المرة الأولى التى تطأ قدميهما هذه المكان الحساس ._بالنسبة له_ .
...........
-خير يا دكتور طمنى ؟
-سعار !
-ألف سلامة يا دكتور .
-طب هو عنده ايه ؟
-سعار !
-أه..
صمت ثم فكرت أنه يجب أن تطمأن عن حالة كلبها , فقررت أن تسأله ثانية :
-حضرتك تشخص حالته ديه بايه
نظر اليها الدكتور بنظرة لم تفهم معناها, لكن كان بها شيئا من الغباء كما اعتقدت هى," له فى خلقه شؤوووون "
-سعار يا هانم ..عنده سعار !

لم تفهم سبب عصبيته المفرطة هذه و أخذت تتسائل داخل نفسها " و أنا مالى و مال السعال اللى عنده أنا عايزة أعرف الكلب عنده ايه !!  دكتور غبى صحيح "

و قبل أن تهم لتسأله  قال :
السعار ...هو "داء الكلب"...فيروس يصيب الحيوانات و الانسان برده.

لم تفهم ما قاله الدكتور فأجابته :
و هل هذا موجود فى كتاب الوزارة ؟

طأطأ الدكتور رأسه الى الامام و كأنه لا يسمعها  :
أفندم ؟! –

-كمل يا دكتور ..كمل!

- المهم ...ان الفيروس ده بيقاوم التبريد لفترات طويلة ولكنه يُتلف بالغليان، التعرض لأشعة الشمس أو التجفيف، إلا انه لا يتأثر بالمطهرات الموضعيه *.

همهمت لنفسها :
ليه كلهم مُصريين يفكرونى انى مبفهمش !

-كان ممكن نعالج الموقف لو كان الكلب أخد اللقاح الخاص بالمرض, لو كنتى حضرتك أخدتى احتياطاتك  , لكن الكلب فى مراحل متأخرة جدا ...ده بيشطب !!

ثم ضحك بشدة لم يوقفه الا نظرتها الصامتة التى كانت تقول : " ظريف أوى !",فاعتدل و أخذ وقار الدكاترة ثم قال :
لازم يتقتل !

شهقت : يتقتل !!!!!

-يا هانم لو متقتلش , هيقتل حضرتك , هيمشى يقتل فى الناس واحد واحد !

-ازاى حضرتك , انت متعرفش حاجة , احنا صحاب , ده صديقى الوفى , كتاب الوزارة صفحة 14 درس "الكلب صديقى " كان بيقول كده , ده هو اللى حمانى لما كان عندى 17 سنة , ده هو اللى حامينى دلوقتى , ازاى أنام و هو مش موجود فى البيت .

-كان لازم من الأول يتم تلقيحه و تسكينه بره البيت , مش جواه , لكن للأسف الوقت متأخر , لازم يموت , هو اسمه ايه؟

-ركس

-اسم مشهور أوى

لم تفهم هى معنى ما قاله , لكنها همت لتغادر و هى تحمل "ركس" على أعناقها , فسألها الدكتور :
مش هتدينا الأمر بقتله؟

-مش هقتل اللى حمانى فى يوم !!

-لكن اللى حماكى اليوم ده مش هو اللى انتى شيلاه دلوقتى !
استجمع الدكتور قواه ليحاول أن يفهمها أن ما تفعله هو ضد أى شىء بجميع المقاييس  فصرخ فيها :
-لو مقتلتيهوش النهاردة هيقتلك هو !

لم تأبه لكلامه و خرجت و هى تغلق الباب بقوة خلفها حتى لا تسمعه و هو يصرخ مرددا:
هيقتلك !!! هيقتلك !!.

 خرجت  تمسع دموعها وهى  تمسح على ظهر "ركس" , و تقول له : كيف أقتلك و انت تحبنى ...كيف؟ !



ذأر "ركس" زئير خفيف ..لم تسمعه فى البداية , لكن زأيره أخذ فى الاشتداد  , قفز من بين يديها , وقف أمامها ليمنعها من "الخروج" , لم تصدق ما تراه عيناها و تذكرت على الفور كلام الدكتور , حاولت التنحى يمنة فحاصرها, تحركت يسرة فرجع خطويتين الى الوراء , و أسند كل طاقته الى قدميه الخلفيتين فى حركة تشبه الضغط على الزناد , استعدادا للهجوم عليها , صرخت بشدة , سمع الدكتور صراخها , فرفع سماعة الهاتف و ضغط على الزر الخاص بأمن البوابة و همس لهم حتى لا يسمعه "الكلب":

احموها و اقتلوا "ركس" , اقتلوا ركس...

الأحد، 25 سبتمبر 2011

شهادة طنطاوى


س١ : حصل اجتماع يوم 22 يناير، هل ورد إلي رئيس الجمهورية السابق ما دار في هذا الاجتماع وما أسفر عنه وما كان مردوده ؟
ج1 : الاجتماع كان برئاسة رئيس الوزراء واعتقد أننه بلغ.

س2 : بداية من أحداث 25 يناير وحتي 11 فبراير هل تم اجتماع بينك وبين الرئيس السابق حسني مبارك ؟
ج2 : ليست اجتماعات مباشرة ولكن يوم 28 يناير لما أخذنا الأمر من السيد رئيس الجمهورية كان هناك اتصالات بيني وبين السيد الرئيس ؟

س3: ما الذي أبداه رئيس الجمهورية في هذه اللقاءءات ؟
ج3: اللقاءات بيننا كانت تتم لمعرفة موقف القوات المسلحة خاصة يوم 28 وعندما كلفت القوات المسلحة للنزول للبلد ومساعدة الشرطة لتنفيذ مهامها ,كان هناك تخطيط مسبق للقوات المسلحة وهذا التخطيط يهدف لنزول القوات المسلحة مع الشرطة وهذه الخطة تتدرب عليها القوات المسلحة بتنزل لما الشرطة بتكون محتاجة المساعدة وعدم قدرتها علي تنفيذ مهامها وأعطي الرئيس الأمر لقائد القوات المسلحة اللي هي نزول القوات المسلحة لتأمين المنشآت الحيوية وهذا ما حدث.

س4 : هل وجه رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك أوامر إلي وزير الداخلية حبيب العادلي باستعمال قوات الشرطة القوة ضد المتظاهرين  بما فيها استخدام الاسلحة الخرطوش والنارية من 25 يناير حتي 28 يناير ؟
ج4 : ليس لدي معلومات عن هذا واعتقد ان هذا لم يحدث.

س5 : هل ترك رئيس الجمهورية السابق للمتهمين المذكورين من أساليب لمواجهة الموقف ؟
 ج5 : ليس لدي معلومات.

س6: هل ورد أو وصل إلي علم سيادتك معلومات أو تقارير عن كيفية معاملة رجال الشرطة ؟
6 : هذا ما يخص الشرطة وتدريبها ولكني أعلم ان فض المظاهرات بدون استخدام النيران

س7 : هل رصدت الجهات المعنية بالقوات المسلحة وجود قناصة استعانت بها قوات الشرطة في الأحداث التي جرت؟
ج7 : ليس لدي معلومات

س8 : تبين من التحقيقات إصابة ووفاة العديد من المتظاهرين بطلقات خرطوش أحدثت إصابات ووفيات..هل وصل ذلك الأمر لعلم سيادتك وبم تفسر ؟
ج8: إنا معنديش معلومات بكده.. الاحتمالات كتير لكن مفيش معلومة عندي

س9 : هل تعد قوات الشرطة بمفردها هي المسئولة دون غيرها عن إحداث إصابات ووفيات بعض المتظاهرين
؟ ج9 : إنا معرفش ايه اللي حصل

س10 : هل تستطيع سيادتك تحديد هل كانت هناك عناصر أخري تدخلت ؟
ج10 : هيا معلومات غير مؤكدة بس اعتقد ان هناك عناصر تدخلت

س11 : وما هي تلك العناصر ؟
ج11 : ممكن تكون عناصر خارجة عن القانون

س12 : هل ورد لمعلومات سيادتك ان هناك عناصر اجنبية قد تدخلت ؟
ج12 : ليس لدي معلومات مؤكدة ولكن ده احتمال موجود

س13 : وعلي وجه العموم هل يتدخل الرئيس وفقا لسلطته في ان يحافظ علي أمن وسلامة الوطن في إصدار أوامر أو تكليفات في كيفية التعامل ؟
ج13 : رئيس الجمهورية ممكن يكون أصدر أوامر - طبعا من حقه ولكن كل شئ له تقييده المسبق وكل واحد عارف مهامه

س14 : ولمن يصدر رئيس الجمهورية علي وجه العموم هذه الأوامر ؟
ج 14 : التكليفات معروف مين ينفذها ولكن من الممكن ان رئيس الجمهورية يعطي تكليفات مفيش شك

س15 : وهل يجب قطعا علي من تلقي أمر تنفيذه مهما كانت العواقب ؟
ج15 : طبعا يتم النقاش والمنفذ يتناقش مع رئيس الجمهورية وإذا كانت الأوامر مصيرية لازم يناقشه.

س16: هل يعد رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك مسئول مسئولية مباشرة أو منفردة مع من نفذ أمر التعامل مع ألمتظاهرين الصادر منه شخصيا؟
ج16 : إذا كان أصدر هذا الأمر وهو التعامل باستخدام النيران أنا اعتقد ان المسئولية تكون مشتركة وأنا معرفش ان كان أعطي هذا الأمر أم لا.

س17: وهل تعلم ان رئيس الجمهورية السابق كان علي علم من مصادره بقتل المتظاهرين ؟
ج17: يسأل في ذلك مساعديه الذين ابلغوه هل هو علي علم أم لا.

س18: وهل تعلم سيادتكم ان رئيس الجمهورية السابق قد تدخل بأي صورة كانت لوقف نزيف المصابين ؟
ج18 : اعتقد انه تدخل وأعطي قرار بالتحقيق فيما حدث وعملية القتل وطلب تقرير وهذه معلومات.

س19: هل تستطيع علي سبيل القطع والجزم واليقين تحديد مدي مسئولية رئيس الجمهورية السابق عن التداعيات التي أدت إلي إصابة وقتل المتظاهرين ؟
ج19 : هذه مسئولية جهات التحقيق.

س20: هل يحق وفقا لخبرة سيادتكم ان يتخذ وزير الداخلية وعلي وجه العموم ما يراه هو منفردا من اجراءات ووسائل وخطط لمواجهة التظاهرات دون العرض علي رئيس الجمهورية؟
ج20: اتخاذ الاجراءات تكون مخططة ومعروف لدي الكل في وزارة الداخلية ولكن في جميع الحالات يعطيه خبر بما يخص المظاهرات ولكن التظاهر وفضه هي خطة وتدريب موجود في وزارة الداخلية.

س21 : وهل اتخذ حبيب العادلي قرار مواجهة التظاهر بما نجم عنه من إصابات ووفيات بمفرده بمساعدة المتهمين الاخرين في الدعوى المنظورة وذلك من منظور ما وصل لعلم سيادتك ؟
ج 21 : معنديش علم بذلك.

س22 : علي فرض إذا ما وصلك تداعيات التظاهرات يوم 28 يناير إلي استخدام قوات الشرطة آليات مثل اطلاق مقذوفات نارية أو استخدام السيارت لدهس المتظاهرين..هل كان أمر استعمالها يصدر من حبيب العادلى ومساعديه بمفردهم ؟
ج 22 : ما أقدرش أحدد اللي حصل أيه ولكن ممكن هو اللى اتخذها وأنا ما أعرفش واللى اتخذها مسئول عنها.

س23: هل يصدق القول تحديداً وبما لا يدع مجالاً للشك أو الريبة أن رئيس الجمهورية السابق لا يعلم شيئاً أو معلومات أيا كانت عن تعامل الشرطة بمختلف قواتها أو أنه لم يوجه إلى الأول سمة أوامر أو تعليمات بشأن التعامل والغرض أنه هو الموكل إليه شئون مصر والحفاظ على أمنها ؟
ج23 : أنا ما أعرفش اللى حصل أيه لكن أعتقد إن وزير الداخلية بيبلغ وممكن ما يكونش مش عارف بس أنا ما أعرفش

س24 : هل هناك اصابات أو وفيات لضباط الجيش ؟
ج 24 : نعم هناك شهداء.

س25 : هل تعاون وزير الداخلية مع القوات المسلحة لتأمين المظاهرات ؟
 ج 25 : لأ.

س26 : هل أبلغت بفقد ذخائر خاصة بالقوات المسلحة؟
ج26: مفيش حاجة ضاعت لكن هناك بعض الخسائر في المعدات واتصلحت ومفيش مشكلة.

س27: هل أبلغت بدخول عناصر من حماس أو حزب الله عبر الأنفاق أو غيرها لإحداث إضرابات ؟
ج27 : هذا الموضوع لم يحدث أثناء المظاهرات واحنا بنقاوم الموضوع ده واللي بنكتشفه بندمره وإذا كان فيه حد محول لمحكمة فهذا ليس أثناء المظاهرات.

س28: هل تم القبض على عناصر أجنبية في ميدان التحرير وتم إحالتهم للنيابة العسكرية ؟
ج28: لا ..لم يتم القاء القبض على أى أحد

س29: فى الاجتماع الذي تم يوم 20 يناير هل تم اتخاذ قرار بقطع الاتصالات؟
 ج29 : لم يحدث .

س30: بعض اللواءات قالوا طلب منا فض المظاهرات بالقوة..هل طلب من القوات المسلحة التدخل لذلك ؟
ج30: أنا قلت فى كلية الشرطة في تخريج الدفعة إن أنا بأقول للتاريخ إن أي أحد من القوات المسلحة لن يستخدم النيران ضد الشعب

الأحد، 21 أغسطس 2011

الشحات البطل


مررت على كوبرى الجامعة , وقفت انظر الى النيل الفسيح , ثم أدرت له ظهرى, ليس لعلمى أنه ملوث بل لكبرحزنى " الحزن نفس الحزن", سرحت بهمومى و اذا بعينى "تخزقها " قطعة قماش بيضاء ,تتوسطها نجمة و خطين باللون الازرق , "تصدقول بالله" شعرت "بقرف" و اشمئزاز و قبضة زادت همومى هم .سرحت بى مخيلاتى المريضة و تخيلتنى ملثم يفجر السفارة بالعمارة , لكن سرعان ما ذكرنى لسانى بأنه " يا ولاااااد الكلب !!! واخدين السفارة فى العمارة عشان معرفش أفجركم !!" , فما كان منى الا الاذعان لقلة حيلتى و الرضا بأن أكون_فى خيلاتى_ مازينجر , يمد يداه _الطويييييلتان_ لينزع قطعة القماش ويقطعها اربا ! , و للمرة الثالثة انتزعنى شيئا من خيالاتى , لكن هذه المرة هو انتزاع حقيقى , انتزاع بطولى , انتزاع يستحق له التوقف .
لقد فعلها "أحمد الشحات" ابن الشرقية , فعلها و حقق جزء من ارادتنا المقودة , فعلها بالأمس بعد تفكير ساعات , اقتحم فيها العمارة المجاورة وتسلل منها الى السفارة و ينتزع من على المبنى العلم الاسرائيلى و يضع بدلا منه العلم المصرى , و لن أستفيض فى ما فعله لأننا جميعا شاهدناه بالأمس.

لكن ما فعله "الشحات" سيجعلنا نقف عند محطتين هامتين, الاولى هى التاريخ و الثانية هى المستقبل ,و هما متصلان ببعضهما اتصالا وثيقا تتوقف فيه الاولى على الثانية , فالتاريخ سيكتب ما فعله هذا المصرى _رضينا أم أبينا_ , لكن "نحن" من سيحدد الصيغة التى سيسجله بها ما فعله, أسيكتب " أن فى اليوم الفلانى قام أحد المصريين اثر مشاعر حماس بنزع العلم الاسرائيلى من على السفارة الاسرائيلية. انتهى الخبر" , أم سيكتب ".. و هكذا انضم "الشحات" الرجل المصرى الذى تسلق العمارة التى بها السفارة الاسرائيلية لينتزع العلم الاسرائيلى ويضع مكانه العلم المصرى الى قائمة الافراد الذين غيروا التاريخ , غيروا سياسات العالم و حركوا شعوب , أمثال , "منتصر الزيدى" _الذى القى بحذاءه بوجه الرئيس الامريكى السابق جورج بوش _ احتجاجا على السياسات و الانتهاكات الامريكية فى العراق , و "رائى أبيليا" الناشطة الامريكية اليهودية التى قاطعت حديث "نتنياهو " فى الكونجرس صارخة :" كفى احتلال. أوقفوا جرائم الحرب الإسرائيلية" .

 نحن من سيحدد الايام المقبلة كيف نريد أن يكتب التاريخ ما فعله "الشحات" , أسنهلل و نفرح ثم مثلما يقال " كل واحد يروح لحال سبيله " , لنأتى فى اليوم المقبل, لندنس أيدينا فى صفقة أدوية أو اتفاقية مواد غذائية أو بعثة مهندسين اتصالات و مهندسين زراعين مع هؤلاء الرعاع !!! أو حتى استمرا العمل بنصوص اتفاقية كامب ديفيد , هذه الخرقة البالية المنتهكة منذ عقدها !
فلنمجد البطولة و نضعها صوب أعيننا , تكون لنا مشكاة فى طريقنا , طريقنا الى قضيتنا الاولى . فويل لمن يزايد على أنها بطولة و أنه عمل عاديا يستطيع الكثيرين فعله , فلو كان لماذا لم يفعلوا ؟ّ! . الافراد يغيرون التاريخ , ان نسينا أسماء الابطال فيجب ألا ننسى البطولات , التى أخرجت السخط عربى و العالمى تجاه هذا الكيان و هذا المؤسسة الصهيونية لتتجلى فى عمل , ينتقل بالقضية من سخطها الشعبى الى سخطها الدولى ,من معاداة شعب الى دولة, الى معاداة دولة الى دولة , فدعونا نرحب "بمصر الدولة " بيننا , "مصر" كدولة معادية رسميا لدولة اسرائيل , و تذكروا اننا لن نستطيع الذهاب الى فلسطين مادمنا دولة محتلة و لن نستطيع الامساك بسلاح و تصويبه نحو العدو مادمنا نرفع علمه فى سماء وطننا .

و لم يتبق لنا الا تحية شهداء الجيش المصرى الذين ضحوا بأرواحهم و هم يؤدون عملهم لحماية هذا الوطن و رفعة شأنه , انتم فخر مصر , و نحن أمل مصر .

سارة الصادق

الاثنين، 23 مايو 2011

المجلس العسكرى...من هنا يأتى الفساد



أيها الخائفون من نقد المجلس العسكرى ..أفيقوا ...أيها المدافعون عن المجلس ...أفيقوا ...أيها المسكرين أعينكم عما يفعله المجلس ....أفيقوا !!!
موقف الجيش واضح من أول يوم هبط فيه على أرض الثوار , فهو موقف لم يرتق حتى الى مرتبة المحايد , فلولا ضغط المتظاهرين لكان مبارك لايزال بيننا الان ...و فى الوقت التى كان يهتف فيه الثوار ثورة ثورة حتى النصر أعتقد ان الجيش كان لايزال يغنى "اخترناك اخترناك" ,فارجو ألا تكون نسيت رسائل الجيش "انتظرنا 30 عاما فلا مانع من الانتظار قليلا " ...و أرجو من حسن نواياك ألا تقول .."لا لا طلع مش هو الجيش اللى كان بيبعتها "..فيا عزيزى شبكات الاتصالات كانت تقع رحمة الجيش و النظام السابق قبله , و من يقول " احمدوا ربنا ان الجيش لم يفعل بكم مثلما فعل الجيش الليبى "أقول له احذر فقد تقع ضحية محاكمة عسكرية بسبب هذا القول , أتقارن جيشنا الوطنى العظيم بمرتزقة من "تشاد" !!
أنسيت ما حدث يوم 9 مارس ؟!, عندما استعان المجلس بجيش من البلطجية لفض الاعتصام و عندما تم تجريد الفتيات الاتى تم القبض عليهم من الثياب ليخضعوا لاختبار العذرية !! , و عندما استنكرت الاعلامية بثينة كامل هذا و هاجمت الجيش رد عليها السيد عتمان رد بسيط رغم ما يحمله _الرد_ من وقاحة .."احنا عالرفين كل اللى كانوا فى الميدان ايه !" , هذا غير العشرات من الذين تم اعتقالهم و تم محاكمتهم محاكمات عسكرية و مازالوا معتقلين حتى تلك اللحظة !!
و ما الذى تعنيه لك كلمة محاكمة عسكرية لمدنين ..أيعتبرنا الجيش اننا جميعا جنوده الذين خرجوا و انصاعوا عن تنفيذ اوامره العسكرية فأدى بنا هذا الى محاكمة عسكرية !!
و بالرغم من وضوح أفعال الجيش كوضوح الشمس فى وسط النهار , الا أنك مازالت صامت و تدافع عن الجيش متحججاب " أنا معاك ان الجيش أخطأ لكن ده الورقة الاخيرة " !! , الورقة الاخيرة لمن لك أم له ؟!.فى الحقيقة أن المجلس العسكرى استطاع أن يخرسك , استطاع أن يطبق فمك بمخزون الدولة الذى ينفذ و اقتصاد الدولة الذى ينهار و ان هؤلاء الثوار ما هم الا مجموعة من الطلبة المراهقين يحركهم الحماس المفرط و أنك يجب الا تنزل الا مستوى الجهلاء منهم و ان تنتقد الجيش لأنه أخر ورقة ...لكنك لم تسأل أخر ورقة لمن ؟!
أنسيت ما حدث فى امبابة ؟!! , أسوة بالأفلام المصرية الهابطة , حضر الجيش متأخرا أربع ساعات _بعد ما خربت امبابة_ و بعد أن هرب من هرب و نجى من نجى ليقع الجيش فى وطأة الحيرة ..من فعل هذا من حرق امبابة ؟!!! و بدأت انت تجيب عن حيرة الجيش المصطنعة فى حين ذهب هو ليحضر لشىء جديد , هذا بالطبع بعد أن قبض الجيش على أنفار من البشر حتى لا تظل السجون فارغة و ان نسبت القضية الا مجهول , المشكلة ليست فى ذلك, المشكلة كيف يحدث هذا فى حضور الجيش المسيطر القوى المستعد فى اى لحظة لصد هجمات أى عدو خارجى ...و تقولى الورقة الاخيرة!!!! ....ده الورقة المحروقة!!
أطلت , اعذرونى , لكن بالرغم من ذلك لم أعطى الجيش حقه , الجيش وحده من يعلم أنه الورقة الاخيرة و ان جميع ما يفعله هو مجرد استماتات للبقاء أحب أن اسميها "فلفصة" , لأنه مدرك أنه يتصرف بشرعية لم يعطيها له الثوار و ان عاجلا أم أجلا سننتزع هذه الشرعية الوهمية , و ان لم تشارك معانا يوم 27 مايو القادم أوعدك بأن بعد شهور من الان و بعد الانتخابات تحديدا ستأتى الرياح بما لا تشتهيه نفسك و ستجد نسك محكوما بحكم عسكر _مرة أخرى_(راجع كلام "صانع الملوك" فى الاهرام و حديثه عن الجيش .
يا مصريين , انتم أثبتم انكم قادرون على توحيدنا جميعا , مسلم و مسيحى و سلفى و اخوانى و اشتراكى و علمانى و شيوعى و كفرة أيضا !! , و انكم قادرون على حمايتنا جميعا و أن لدينا فى وقت الازمة من الاحترام و روح المساعدة ما يكفينا , فكيف تغيير كل هذا منذ أن دخل بيننا المجلس العسكرى , فتنة و دمار هنا و ضرب هناك و انعدام الامن !
قف للجيش اليوم قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه الندم ..مبارك ضربنا يوم 25 و 26 و 27 و 28 يناير لأنه كان يخاف أن يسقط شيئا عنه و هكذا يفعل المجلس الان , و تذكر أنت صانع قرارك , أنت من حميت امك و أختك و انت من وقفت أما الفاسد و الفساد و انت من حطمت جدار الظلم ...أستترك الان الجيش يفعل بك مثلما فعل مبارك...كنا نقول أن مبارك ليس بن على ...و الان نقول أن طنطاوى ليس مبارك ...لا طنطاوى هو مبارك و أسوا من مبارك , على الاقل مبارك لم يرتدى الا رداء الفساد اما طنطاوى فيرتدى رداء الوطنية و البراءة و تحت هذا الرداء يسكن الفساد ..لكن عما قريب سيسقط الرداء لأن الرائحة بدأت تنبعث.