الاثنين، 14 مايو 2012

خطابات من معركة الإنتهاء

أكتب إليك صديقى

نحن لم نلتق أبدا , لكن.... العالم ينتهى و يحق لى أن أكتب إليك الأن. أريد أن أخبرك عن أسباب عدم إلتقائنا . كنش مشغولة بهالعالم , كنت أحارب وأثور ,كنت أحيانا أسبح فى يأسى و خفاقاتى و استسلامى... كنت أنتهى .عندما كنت أشعر بالإنتهاء , كانت قدماى تنحدر من جسدى أتية إليك  , و فى كل مرة أرفض الحضور فأحيدها رغما عنها لابعدها عن الانتهاء . انتهائك !كنت بالنسبة لى اللجوء المهين من صديق لصديقه , لن ألجأ إليك , أنا قوى , أنا أحارب و النهاية لم تأتى بعد و ربما لن تأتى ...فكنا نعود أدراجنا مرة أخرى , السبل لم تكن ممكنة , و لم تتطاق , أخوتى أصبحوا أعدائى , أعدائى يسامونى أحيانا و يتوددوا لى أحيانا أخرى, الأهدف و الأحلام لم تصبح ذات قيمة أمام فكرة الفناء و الانتهاء و العودة إلى الله . لكن فكرة الله نفسها كانت ما يجعلنا نمضى .... سنموت ؟؟ فلنمت إذن ؟لكن لنمت بعطر ما , عطر القدس , مسك الكعبة , المسجد الأقصى , نهر الأردن , على تلال لبنان , فى دماء سوريا , أو نموت...... بخزى الجلوس , و التمدد كل ليلة على فراش, ما ان يرانا _الفراش_ قادمين إليه حتى يبدأ فى إزاحة  الذكرى و الهوية و اللغة و العمر الذى لم يذهب و لم يأتى بعد , ينيسنا كل شىء ليجعلنا ننام كالأطفال , و نستيقظ فى الصُبَيحة التالية لنتسائل هل كنا أطفالا حقا أم وحوش ؟ هلى التحفنا بالبراءة , و بداخلنا مجرمين , هلى بالغنا فى كلماتنا عندما قلنا للعالم "أنقذونا " "نحن نستغيث , الدم يغطى الشوارع , و الانسانية ماتت فى القلوب ,و أن القضية قضية وطن , و كرامة " هل بالغنا صديقى ؟ ...أتعلم ما هى المبالغة حقا ؟ أن الدمار حولنا فى كل مكان و أن  العالم ينتهى,,, و أنت و أنا نترك بعضنا.الأن.. لنرحل إلى الإنتهاء... وأننا لم نلتقى بعض ...أو بعد ...أو أبدا .

توقيع
صديقك