الاثنين، 23 مايو 2011

المجلس العسكرى...من هنا يأتى الفساد



أيها الخائفون من نقد المجلس العسكرى ..أفيقوا ...أيها المدافعون عن المجلس ...أفيقوا ...أيها المسكرين أعينكم عما يفعله المجلس ....أفيقوا !!!
موقف الجيش واضح من أول يوم هبط فيه على أرض الثوار , فهو موقف لم يرتق حتى الى مرتبة المحايد , فلولا ضغط المتظاهرين لكان مبارك لايزال بيننا الان ...و فى الوقت التى كان يهتف فيه الثوار ثورة ثورة حتى النصر أعتقد ان الجيش كان لايزال يغنى "اخترناك اخترناك" ,فارجو ألا تكون نسيت رسائل الجيش "انتظرنا 30 عاما فلا مانع من الانتظار قليلا " ...و أرجو من حسن نواياك ألا تقول .."لا لا طلع مش هو الجيش اللى كان بيبعتها "..فيا عزيزى شبكات الاتصالات كانت تقع رحمة الجيش و النظام السابق قبله , و من يقول " احمدوا ربنا ان الجيش لم يفعل بكم مثلما فعل الجيش الليبى "أقول له احذر فقد تقع ضحية محاكمة عسكرية بسبب هذا القول , أتقارن جيشنا الوطنى العظيم بمرتزقة من "تشاد" !!
أنسيت ما حدث يوم 9 مارس ؟!, عندما استعان المجلس بجيش من البلطجية لفض الاعتصام و عندما تم تجريد الفتيات الاتى تم القبض عليهم من الثياب ليخضعوا لاختبار العذرية !! , و عندما استنكرت الاعلامية بثينة كامل هذا و هاجمت الجيش رد عليها السيد عتمان رد بسيط رغم ما يحمله _الرد_ من وقاحة .."احنا عالرفين كل اللى كانوا فى الميدان ايه !" , هذا غير العشرات من الذين تم اعتقالهم و تم محاكمتهم محاكمات عسكرية و مازالوا معتقلين حتى تلك اللحظة !!
و ما الذى تعنيه لك كلمة محاكمة عسكرية لمدنين ..أيعتبرنا الجيش اننا جميعا جنوده الذين خرجوا و انصاعوا عن تنفيذ اوامره العسكرية فأدى بنا هذا الى محاكمة عسكرية !!
و بالرغم من وضوح أفعال الجيش كوضوح الشمس فى وسط النهار , الا أنك مازالت صامت و تدافع عن الجيش متحججاب " أنا معاك ان الجيش أخطأ لكن ده الورقة الاخيرة " !! , الورقة الاخيرة لمن لك أم له ؟!.فى الحقيقة أن المجلس العسكرى استطاع أن يخرسك , استطاع أن يطبق فمك بمخزون الدولة الذى ينفذ و اقتصاد الدولة الذى ينهار و ان هؤلاء الثوار ما هم الا مجموعة من الطلبة المراهقين يحركهم الحماس المفرط و أنك يجب الا تنزل الا مستوى الجهلاء منهم و ان تنتقد الجيش لأنه أخر ورقة ...لكنك لم تسأل أخر ورقة لمن ؟!
أنسيت ما حدث فى امبابة ؟!! , أسوة بالأفلام المصرية الهابطة , حضر الجيش متأخرا أربع ساعات _بعد ما خربت امبابة_ و بعد أن هرب من هرب و نجى من نجى ليقع الجيش فى وطأة الحيرة ..من فعل هذا من حرق امبابة ؟!!! و بدأت انت تجيب عن حيرة الجيش المصطنعة فى حين ذهب هو ليحضر لشىء جديد , هذا بالطبع بعد أن قبض الجيش على أنفار من البشر حتى لا تظل السجون فارغة و ان نسبت القضية الا مجهول , المشكلة ليست فى ذلك, المشكلة كيف يحدث هذا فى حضور الجيش المسيطر القوى المستعد فى اى لحظة لصد هجمات أى عدو خارجى ...و تقولى الورقة الاخيرة!!!! ....ده الورقة المحروقة!!
أطلت , اعذرونى , لكن بالرغم من ذلك لم أعطى الجيش حقه , الجيش وحده من يعلم أنه الورقة الاخيرة و ان جميع ما يفعله هو مجرد استماتات للبقاء أحب أن اسميها "فلفصة" , لأنه مدرك أنه يتصرف بشرعية لم يعطيها له الثوار و ان عاجلا أم أجلا سننتزع هذه الشرعية الوهمية , و ان لم تشارك معانا يوم 27 مايو القادم أوعدك بأن بعد شهور من الان و بعد الانتخابات تحديدا ستأتى الرياح بما لا تشتهيه نفسك و ستجد نسك محكوما بحكم عسكر _مرة أخرى_(راجع كلام "صانع الملوك" فى الاهرام و حديثه عن الجيش .
يا مصريين , انتم أثبتم انكم قادرون على توحيدنا جميعا , مسلم و مسيحى و سلفى و اخوانى و اشتراكى و علمانى و شيوعى و كفرة أيضا !! , و انكم قادرون على حمايتنا جميعا و أن لدينا فى وقت الازمة من الاحترام و روح المساعدة ما يكفينا , فكيف تغيير كل هذا منذ أن دخل بيننا المجلس العسكرى , فتنة و دمار هنا و ضرب هناك و انعدام الامن !
قف للجيش اليوم قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه الندم ..مبارك ضربنا يوم 25 و 26 و 27 و 28 يناير لأنه كان يخاف أن يسقط شيئا عنه و هكذا يفعل المجلس الان , و تذكر أنت صانع قرارك , أنت من حميت امك و أختك و انت من وقفت أما الفاسد و الفساد و انت من حطمت جدار الظلم ...أستترك الان الجيش يفعل بك مثلما فعل مبارك...كنا نقول أن مبارك ليس بن على ...و الان نقول أن طنطاوى ليس مبارك ...لا طنطاوى هو مبارك و أسوا من مبارك , على الاقل مبارك لم يرتدى الا رداء الفساد اما طنطاوى فيرتدى رداء الوطنية و البراءة و تحت هذا الرداء يسكن الفساد ..لكن عما قريب سيسقط الرداء لأن الرائحة بدأت تنبعث.

الجمعة، 6 مايو 2011

رسالة من أمى للمجلس العسكرى

"صباح الخير يا مجلس" , تحية و بعد ......

أنا أم كاتبة هذه السطور أبعث لكم برسالة بمناسبة مرور 100 يوم على الثورة , كل سنة و انتم طيبين و أعاد الله عليكم الايام بالخير .

لم أعهد من أمى هذا الاسلوب المنمق فنظرت لها ضاحكة فعرفت ما أفكر فيه فانطلقت بخفة دمها المعهودة تسرد رسالتها :



" الحق يا مجلس أنا مكسوفة من البت اللى بتكتب الكلام ده , أصل البت ديه شاركت فى الثورة , سفت التراب , وقفت قدام مبارك و العادلى , شافت الخوف جريت وراه و ادته حتت علقة , حضنت أخوها حتت حضن و هو بيموت , ميغركش قوتها ديه دمعتها قريبة أوى ....البت تعبت أوى يا مجلس . لكن الحق يتقال ,ما شىء هون عليها الايام السودة اللى عاشتها الا وقفتك جنبها ,وقفة رجالة بصحيح , بس حصل حاجة غريبة أوى من يومين.... دخلت عليها أودتها لقيتها بتبكى بحرقة و بوجع قلتلها اتكلمى قالتلى : "مقدرش , قالولى الجيش كارت أحمر , قالولى أخر حاجة تشتكى منها الجيش , وقالولى الجيش أخر كارت بقالينا !!"



أنا بنتى يا جيش أخر كارت باقيلى و أنا الصراحة كارتى أبيض ضحكته بيضة طيبة من قلبه أصل قلب شباب , بس الشباب بيموت يا مجلس, لو "الشباب" غلط عاقبه وبخه لكن ما تعذبوش و لا تضدربوش , و ان وجب محاكمته متحكمهوش بمحاكمتك الناشفة أصله مش ظابط ده عصفور , و ان صوته علىّ متحبسوش ...انت متعرفش ان الطيور بتغنى جوا الاقفاص , لكن غنا حزين ,مجروح بيتألم , مش شايف لا نور و لا أمل و لا مستقبل .



أنا زى والدتك يا جيش و دلوقتى هعتب عليك عتاب الام لابنها , أمكم زعلانة منكم , غلطوا فى حقها و حق ولادها , و بتقولكم اعتذروا للعيال الطيابة ديه , حطوا اديكم فى ادهم , متعملوش زى اللى فاتوا , خدوا عبرة , أصل العيال ديع زيها زى الورد اللى فتح فى الجناين!!!



هنا قاطعت أمى بانفعال :" يا ماما مينفعش انتى كده بتقولى ان الجيش أخطأ و انه فشل فى ادارة الفترة الانتقالية"



قطبت أمى حاجبيها و هى تستمع لى : "حيلك حيلك , ادارة ايه و انتقالية ايه ما تسبينى أقول كلام أفهمه , خليهم يفهمونى .  تنهدت أمى ثم قالت : أنا خلصت , تقدرى تقومى دلوقتى " , هممت بالقيام لكنها استوقفتنى : " اسمعى يا بنتى و انتى بتقرى الجواب تقرييه بشويش و بصوت واطى ... متعمليش دوشة للناس اللى فوق , فارتعشت عضلات وجهى و اغرورقت عيناى بالدموع فاختنق صوتى : حاضر يا أمى .......





سارة الصادق