السبت، 14 يناير 2012

و اللى خلق البرادعى ...خلقنا !


أشكر د.محمد البرادعى على انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية , الذى به أعطى مؤشر لمن هم تحت لما يجرى مع من هم فوق , و ينبهنا بأن المجد للوطن و ليس للأشخاص و أن من الممكن أن نكون خسرنا اليوم عالم مصرى أراد أن يخدم وطنه, لكن "اللى خلق البرادعى خلق غيره " , و طباخ القوانين لن يطعم أبناء هذا الوطن الا السم , فالبلد لا ينقصها الأشخاص و لا الفكر الرائد الجبار القادر على نقل البلاد الى مصاف الدول المتقدمة _و الكلام الحمصى ده_ , الوطن لا ينقصه الا دستور يمشى عليه الأفراد ساوسية باختلاف معتقداتهم و ديانتهم , و ليس ترزيا يفصل القوانين على مقاس "الأتخن".دستورا يستطيع أن يُمشى عليه الحاكم و المحكموم و ليس دستورا يُمشى عليه الحاكم المحكومين ثم يمشى عليهما هما الاثنان.


يؤكد انسحاب البرادعى على أن المجلس العسكرى لم يحمى الثورة كما يعتقد البعض , و أن وقوف المجلس بجانب الثوار منذ يوم 28 يناير و حتى يوم التنحى لم يكن بدافع وطنية هذا المجلس , بل بدافع اتفاق مصالحه فى ذلك الوقت مع مطالب الثوار ألا و هى خلع مبارك , و ما ان نال كلا منهما _الثوار و المجلس_ حتى هلل الثوار  للمجلس , و عهدوا اليه بهذا الوطن أمانة فى يده "النجسة" , فاستباح نسائها و قتل شبابها و اغتصب شرفها , و لم يدرك الشعب أن المجلس لم يكن يحمى الثورة بل كان خلع مبارك جزءا من أعمال أجندته الخاصة التى يطبقها الأن .

كما يؤكد أيضا على أن الضغط بكافة الطرق من أى مكان و من أى جهة قادرة على المضى فيما نأمل , و هو ما يؤكد على ضرورة النزول يوم 25 يناير القادم لكل فرد فى المجتمع سواء , 
فضغط الشعب طوال الأشهر الماضية بقوة , و التنغيص من قبله على عيشة المجلس , ادى به الى الاتجاه الى أنصاف الحلول  ,بداية من تعيين عصام شرف _ الذى فرحنا به جميعا_ مرورا الى "الجنزورى" _ اللى كنا فهمنا فيه خلاص_ وصولا الى المجلس الاستشارى الذى ربما لم نفهمه بعد !


و ان كنت من داخلى أرفض انسحاب "البرادعى" , لأن النضال ليس به انسحاب مهما قويت جبهة من نحارب و مهما اشتد ظلمه , و ربما كان هو أملنا _ بعد الله تعالى_ فى أن نحتشد ورائه نحو "التحرير" , و أن يكون هو ذريعتنا للوشى بما يدور بين المجلس العسكرى و الاخوان , لكن لا يجب على انسحاب البرادعى أن يخمد من همة البعض , فالبرادعى فرد , زائل , و الوطن باقى , و ان كنتمفى يوما ما تحاربوا من أجل الأشخاص فالأشخاص زائلون و لو كنتم تحاربوا بالفعل من أجل الوطن , فاسترجعوا نواياكم التى انطلقتم بها الى ميادن التجرير يوم الخامس و العشرين من يناير 2011 , و استفيقوا , و تركوا أدوار رد الفعل من اليوم , لن نكون رد فعلا بعد ليوم على ما يفعله المجلس ,و لن ننتظر أن يقوم بالخطوة الأولى حتى نقوم نحن بالثانية ,, استحضروا النوايا للوطن , فلم يبقى الا احدى عشر يوما على "التحرير", حليفنا الله , و نصرنا باءذن الله .


قادمون